11/04/2012

إحــــياء الوجـــــه القـــــديم لأوجفــت


تعكس هذه المحظرة إرادة قوية لفعل الخير وتحصيل العلم، وهمة حقيقية للعمل الجاد من أجل تواصل حلقات الدرب الحضاري لمقاطعة أوجفت الأثرية.

وهي مبادرة شخصية من رجل الأعمال المقيم في المملكة المغربية السيد/ عالي ولد محمد ولد لخويمه، وهو أحد أطر وأبناء المقاطعة المذكورة، وأحد المهتمين بشؤونها، الساعيين لإستمرار عطائها العلمي المعروف والمألوف عبر التاريخ، حيث عرفت أوجفت بالتراتيل المعظمة، وتعظيم العلم، وتجسيد مضامينه في مشاهد الحياة من خلال منظومة القيم والشيم الحميدة والمفيدة.

وتعتبر هذه المحظرة – من وجه أخر – إسهاما جادا في تثبيت السكان المحليين في مواطنهم الأصلية، وإحياءا لروح العلم والتلاوة بين صفوف الأجيال المقبلة، بعدما تناقص عدد المشاييخ الحفاظ في المقاطعة أو كادوا لا يوجدون. وقد أنشئت محظرة شمس الدين لتعليم القرآن والعلوم الشرعية بوكشضه منذ أزيد من ثلاث سنوات وهي تتوفر على وصل إعتراف رسمي من طرف الوزارة المعنية. ووجدت بداية وخلال المرحلة التجريبية في " معط مولان "، قبل نقلها إلى منطقة وكشضه التابعة لبلدية معدن العرفان بمقاطعة أوجفت، وهي الآن توفر التعليم بصفة مجانية ل 118 طالبا من مختلف مناطق وبلديات المقاطعة الأربعة، تستفيد منهم 25 طالبا بشكل مستمر من السكن واللباس بالمجان.

فكرة إنشاء المحظرة
بدأت هذه المحظرة بفكرة راودت مؤسسها سنة 2005، عندما قام على حسابه الخاص بمنح أول طالب في محظرة أهل الطالب ولد اعبيدي بمدينة الطينطان، لينتقل هذا الطالب بعد ذلك إلى محاظر معط مولان، ثم يلتحق بمحظرة شمس الدين بعيد إنشائها ويعود مع عودتها إلى وكشضه ليكون أو خريج منها مجاز في القرآن الكريم منذ 2010 على يد أساتذة معط مولان.
وقد ساعد في إنجاح هذه الفكرة ما لاقته من قبل السكان المحليين من تجاوب وتقبل للعلم، وإظهار للحاجة إليه.
ويشرف عدد من طلاب هذه المحظرة على الوصول إلى أخذ الإجازة في القرآن الكريم، بينما تواصل البقية التعليم في ظروف جد مرضية.
إن رجل الأعمال المشرف على هذه المحظرة، أرادها عملا خيريا محضا، وفعلا حضاريا ملموسا، وجسد – من خلالها – الإستجابة المطلوبة والمرغوبة من الإطار، والمسؤول، ورجل الأعمال الناجح إتجاه وطنه وموطنه الأصلي، هادفا بذلك إلى إعداد الأجيال المتعلمة والقابلة لحمل مشعل الأمانة والمسؤولية، لتغدو – من ثم – خير خلف لخير سلف.
وقد جاءت هذه المبادرة الموفقة لتفتح الأفق على التعاطي مع العلوم الأصلية والشرعية في محيط جغرافي يتميز بالعزلة، ويحتاج ساكنوه إلى تذليل صعوبات على طريق التحصيل المعرفي، وهو ما نجحت في تحقيقه محظرة شمس الدين بوكشضه، مستفيدة من وعي مؤسسها بواقع وضرورات مقاطعته من جهة، ومستوى تقبل المحيط الإجتماعي من جهة ثانية للعلوم القرآنية والفقهية في بيئة ظلت معروفة بماضيها المشرق في هذا المجال.
ومحظرة شمس الدين لتعليم القرآن والعلوم الشرعية بوكشضه ربما تأتي من خلفية ما عانقه مؤسسها وجيله الدراسي من ضروب المشقة خلال رحلة التحصيل العلمي، وما وقف عليه هو شخصيا من أهمية العلم في تعميق الشخصية الحضارية لأية أمة.. وهو من خلال إنشائه لهذه المحظرة يكون قد وفق فيما لم يوفق فيه كثير ممن سبقوه وعاصروه .. فهنيئا.
يشار إلى أن هذه المحظرة مفتوحة أمام إسهامات الخيرين لمن يرغب في ذلك .. وهي في منظورها التوسع ليشمل ذلك فتح فرع لها في عاصمة المقاطعة.

تنبـــــــيه!
على الراغبين في المساهمة الخيرية، أو المعنوية، أو الأخوية الإتصال على العناويين التالية:
- نواكشوط / محمد عبد الله ولد داهي – مسؤول صندوق المحظرة –
هاتف:46 54 95 47  (00222) –524 24 10  (00222) 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق